القديس تادرس الإسقيطي

 

تواضعه:

لما صار شماساً في الاسقيط، لم يؤثر أن يقبل الخدمة، فهرب الي أماكن شتي. فكان الشيوخ يأتون به قائلين:(لماذا تترك خدمتك؟) فقال لهم:(أتركوني أيها الآباء أطلب من الله أن يقنعني أن كنت مستحقاً أن أقوم في موضع خدمتي) فأراه عامود نار يمتد من السماء الي الأرض وسمع صوت هاتفاً قائلاً له:(ان استطعت أن تصير مثل هذا العامود فانطلق الي خدمتك).

فلما سمع ذلك أوجب علي نفسه من ذلك أن لا يطيع. فلما جاء الي الكنيسة وصنعوا له مطانية قائلين:(ان كنت ما تشاء أن تخدم فأمسك بيدك الكأس فقط)، فلم يجبهم الي ذلك. بل قال لهم:(أسألكم أن تتركوني والا اندفعت من هذا الموضع) فلذلك تركوه وراحته.

ارشاده:

أتاه أخ مرة، وابتدأ يكلمه ويستقصي عن أمور لم يصل اليها بعد، حتي ولا مارسها فقط، فقال له الشيخ:(انك لم تجد السفينة بعد، ولم تركبها، فكيف تدعي وصولك الي المدينة قبل ركوب السفينة، أولي بك ألا تتحدث في أمر ما ألا بعد ممارسته أولاً).

فاعلية صلاته

قيل عنه: انه لما كان جالساً في قلايته في الأسقيط أتاه شيطان محاولاً الدخول، فربطه خارج القلاية، ووافاه شيطان آخر محاولا دخول القلاية كذلك، فربطه أيضاً خارج القلاية، فجاء شيطان ثالث، ولما وجد زميليه مربوطين، قال لهما:(ما بالكما واقفين هكذا خارج القلاية؟.. فقالا له:(بداخل القلاية من هو واقف ليمعنا من الدخول). فغضب الشيطان الثالث وحاول اقتحام القلاية، ولكن الشيخ ربطه كذلك بقيود صلاته خارج القلاية. فضجت الشياطين من صلوات الشيخ، وطلبت اليه أن يطلق سراحها، حينئذ قال لهم:(أمضوا وأخزوا) فمضوا بخزي عظيم.

 

 

 

 

تجردة:

+ قيل عنه أيضاً: أنه أتاه بعض الشيوخ الآباء، فوجده لابساً ثوباً ممزقاً وصدره مكشوف، وكاكوليته من قدام، واتفق وقتئذ أن وافاه انسان غني ليراه فلما قرع الباب، خرج الشيخ وفتح له واستقبله وأجلسه علي الباب.

فأخذ التلميذ قطعة من ثوب، وغطي بها أكتافه، فمد الشيخ يده ورماها عنه. فلما انصرف ذلك الانسان الغني، سأله التلميذ قائلاً:(يا أبتاه، لماذا صنعت هكذا؟ لقد أتاك الرجل لينتفع فلماذا شكتته؟) فقال له الشيخ:(لماذا تدعوني أبا ونحن بعد نرضي البشر؟.. قد أضعنا الزمان، وجاز الوقت، فمن أراد أن ينتفع فلينتفع، ومن أراد أن يتشكك فليتشكك، أما أنا فكما أوجد هكذا ألتقي بالناس).

ثم أوصي تلميذه قائلاً:(أن أتي انسان يريد رؤياي، فلا تقل له شيئاً وعظياً، بل ان كنت آكل، فقل له: انه يأكل. وان كنت نائماً، فقل له: أنه نائم، وان كنت أصلي، فقل له: أنه يصلي).

+ كما جاء مرة انسان يبيع بصلاً، فابتاع منه كيلا وقال لتلميذه:(امض واملأ الكيل قمحاً) وكان يوجد نوعان من القمح: نوع منقي والآخر غير منقي، فمضي التلميذ، وملأ الكيل من القمح غير المنقي، فنظر اليه الشيخ بحزن، فوقع الكيل وانكسر، وصنع له الاخ مطانية، فقال له الشيخ:(ليس الخطأ منك، ولكني أخطأت اذ قلت لك). ثم دخل فملأ حجره من القمح المنقي، ودفعه للرجل مع البصل.

+ وقيل عنه لما خرب الاسقيط أتي فسكن الفرما وشاخ وضعف، فجاءوه بالأطعمة. فكان ما يجئ به الأول يعطيه للثاني وهكذا علي طقس وترتيب كان يعمل بكل ما يأتون به. وفي آخر الوقت عندما يحين موعد الأكل يأكل مما كان عنده.
– الياقة .

 

Share

Permanent link to this article: https://stmina.info/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d8%aa%d8%a7%d8%af%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%b7%d9%8a/