آدم وحواء (4)

ثالثاً: نتائج هذه الخطايا وعقوباتها

• اللعنة

اللعنة لم تصب آدم وحواء لسببين:

أولا: لأن الله كان قد باركهما قبلاً (تك 1: 8) وهبات الله بلا ندامه (رو 11: 9).

ثانيا: أنه لو لعن آدم وحواء، لكانت اللعنة قد أصابت الجنس البشرى كله.

ولكن اللعنة أصابت الحية التى أغرت حواء بأكل الثمرة. كذلك أصابت اللعنة الأرض التى تخرج ثمراً للأكل.

وفى لعنة الحية، كانت تحمل عقوبة ضمنية للإنسان. فقد أصبحت هناك عداوة بينه وبين الحية.

وفى داخل هذه العقوبة التى أوقعها الله على الحية، وضمناً على الإنسان، كان يوجد الوعد بالخلاص. وعد بأن نسل المرأة سيسحق رأس الحية. وهذه كانت أول نبوءة عن مجيء السيد المسيح لخلاصنا.

وفى اللعنة التى أصابت الأرض، كانت توجد أيضاً عقوبة ضمنية موقعة على الإنسان نفسه. إذ قال له الله “ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تنبت لك، حتى تعود إلى الأرض التى أخذت منها.. ” (تك 3: 17-19)

بهذه اللعنة بدأت الأرض تتمرد على الإنسان، كما أصبحت الحيوانات تتمرد عليه، ممثله فى الحية، هكذا فقد الإنسان هيبته، فيما كانت تعده الحية بالألوهية !!

 

• الموت

كان الموت هو العقوبة الأساسية للخطية، “يوم تأكل منها موتاً تموت” (تك 2: 17).

+ الموت الجسدى: لم يكن ممكناً أن يموت أبوانا فى التو واللحظة وإلا لانتهت البشرية كلها وزالت. لذلك تأجل هذا الموت إلى حين.

+ الموت الروحى: فكما قال القديس أوغسطينوس [موت الجسد هو انفصال الروح عن الجسد. أما موت الروح، فهو انفصال الروح عن الله ]

+ الموت الأدبى: ضاعت كرامة هذا الإنسان الأول، وفقد الحالة الفائقة للطبيعة التى خلق عليها.

+ الموت الأبدي: وهو الذى خلصنا منه السيد المسيح بالفداء، حين مات عنا.

• فقدان الصورة الإلهية

فى حالة البر الأولى، كان آدم على صورة الله، ومثاله، ولكن بعد السقوط نجد الله يقول له ” لأنك تراب، وإلى التراب تعود ” كان صورة الله، فأصبح تراباً.

• فساد الطبيعة البشرية

فقدت الطبيعة البشرية نقاوتها الأولى، وعرفت الخطيئة، ودخلت فى ثنائية معرفة الخير والشر، وفى الصراع بين الجسد والروح. بل وانحدرت إلى أن وصلت إلى محبة الخطية، والعبودية لها، وإلى إنكار الله.

وفقد آدم وحواء هيبتهما، سلطتهما على الطبيعة، وعلى الحيوان، فتمردت عليهما الأرض، وتمرد عليهما الحيوان، وصارت عداوة بينهما.

• تعب النفس

بدأت البشرية تعرف أمراض النفس، الشهوة، الخوف، الخجل، الحسد، الغضب، القتل، القلق، الرعب وفقدان السلام الداخلى.

• تعب الجسد

أصبح آدم يأكل خبزه بعرق جبينه. وأصبحت حواء بالوجع تلد أولاداً. هذا بالإضافة الى تعب آخر، هو شهوات الجسد وغرائزه، واشتياقاته.

ولم يعد هناك من حل، سوى انتظار الخلاص الذى يأتى به المسيح، حيث ينضح علينا بزوفاه فنطهر ويغسلنا أكثر من الثلج، ويمنحنا بهجة خلاصه (مز 50)

 

Share

Permanent link to this article: https://stmina.info/%d8%a2%d8%af%d9%85-%d9%88%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%a1-4/