عظة لأبينا القديس أنبا شنوده رئيس المتوحدين
بركته المقدسة تكون معنا . آمين
+++++++++
قد توجد أعمال نخالها أنها صالحة و لكنها رديئة عند الله , و ذلك أننا نتغاضى عن بعضنا بعضا فنخطئ فى المواضع المقدسة . لأن الرب لم يغرس فى الفردوس الأشجار الصالحة و الغير صالحة , بل غرسه من الأشجار الصالحة فقط , و لم يغرس فيه أشجارا غير مثمرة أو رديئة الثمر .
و ليس هذا فقط , بل و الناس أنفسهم الذين جعلهم هناك , عندما خالفوا لم يحتملهم بل أخرجهم منه .
فمن هذا اعلموا أيها الإخوة الأحباء أنه لا يجب أن نملأ مساكن الله المقدسة من الناس الأشرار و الصالحين , كما فى العالم المملوء من الخطاة و الظالمين و القديسين و الأنجاس , و لكن الذين يخطئون لا يتركهم فيها بل يخرجهم .
أنا أعرف أن الأرض كلها هى للرب , فإذا كان هكذا بيته و كذا الأرض كلها , فالذين يسكنون فيها يحيون به .
لهذا يجب علينا أن نخافه و نحفظ وصاياه . فإذا ما سقطنا فى واحدة منها فلنبك و ننتحب أمامه , حتى إذا ما رأى تنهد و شوق أنفسنا مثل المرأة التى بلت قدميه بدموعها نكون حقا مستحقين صوته الحلو القائل : مغفورة لك خطاياك , اذهب بسلام , إيمانك قد خلصك .
و قد رأيتم يا إخوتى أن الإيمان يعمل الخلاص و يعلن شوقه فيه . فإذا كل من ليس له شوق فى حفظ وصايا الله , و غيرة فى إقتداء العقلاء بالروح الذين شهد لهم أنهم عرفوا الحق و قبلوا نصيحته بأعمالهم . و الذين ليس لهم إيمان يسقطون فى كل عمل ردئ و يهلكون النفس . كما هو مكتوب أن الرجل العاقل يقبل النصيحة و يعمل بها , و الجاهل يسقط على وجهه .
فلنختم عظة أبينا القديس أنبا شنوده , الذى أنار عقولنا و عيون قلوبنا . باسم الآب و الابن و الروح القدس , الاله الواحد . آمين