السيد المسيح
للقديس اغسطينوس
السيد المسيح هو الباب المؤدى إلى الآب ، ليس هناك طريق للاقتراب من الآب إلا به …
المسيح عرفه اليهود فصلبوه ، أما العالم فسمع عنه وآمن به …
المسيح اختار الصليب ليذوق العذابات ، إذ يموت موتاً بطيئاً …
المسيح يضئ النفوس ويجعلها مستيقظة ، ولكن أن أبعد نوره تنام …
المسيح الذي ولد من الأب وليس بمخلوق أخذ جسداً من امرأة هو صنعها قبلاً …
المسيح صار جسداً ، لكي يطهر نجاسات الجسد …
المسيح أعطى اليهود أن يمسكوه ، حتى ينفذ إرادته بواسطة الذين لا يعرفون إرادته …
المسيح استبقى آثار جراحاته ، لكي يشفى جروح أرواح تلاميذه ، جراح عدم إيمانهم …
المسيح ظهر أمام عيون تلاميذه ، وأظهر لهم جسده الحقيقي ، ومع هذا ظنوه روحاً …
المسيح هو الحق ليكرز بالحق سواء بعلة بواسطة الإجراء ، أو بحق بواسطة الأنبياء …
المسيح يصلى فينا كرأس ، وعنا ككاهن ، فنصلى إليه كإله …
المسيح يأمرك بالقليل فلا تفعله ، والبخل يأمرك بالكثير وإياه تفعل …
المسيح يأمرك بأن تكسو الفقير ، فلا تطيع ، والبخل يأمرك بالغش فتطيع …
المسيح لدى الآب هو الحق والحياة ، ولما أخذ جسداً صار الطريق …
المسيح يجدد نفوسنا وأجسادنا بعد خِلقتها ، وذلك بروحه القدوس في المعمودية …
اسم المسيح من المسحة ، فمن قبل المسحة صار شريكا في الملكوت ومحارباً للشيطان أيضاً …
احتفظَ المسيح بآثار جروحه ، لكي تلمس بواسطة توما المتشكك ، فتشفى جراحات قلبك …
أكل المسيح بعد قيامته لا لاحتياج جسده إلى طعام ، بل ليقنع التلاميذ أن جسده حقيقةً …
أيها المسيح ، أنت هو الكاهن ، وأنت الذبيحة ، أنت المقدم ، وأنت التقدمة …
أيها المسيح ، أيها النور الذي بدونك يصير الكل في ليلٍ دامس …
أيها المسيح ، أيها الطريق الذي بدونك لا يوجد سوى الضلال …
أيها المسيح ، أيها الحق الذي بدونك يخيم الموت على الجميع …
أيها المسيح ، أنت هو النور لأولاد النور …
أيها المسيح ، الذين خرجوا عنك يسلكون في الظلام ، ويعيشون فيه ، إذن فلنلتصق بك …
أيها المسيح ، إن نهارك لا يعرف الغروب ، نهارك يضئ لأولادك حتى لا يعثروا …
أراد آدم اختلاس مساواة الله ، أما المسيح فهو مساو للأب لا خلسة بل بالطبيعة …
أمسك نفسي عن غضبى ، وأعود إلى هدوء قلبي فالمسيح أمر البحر فعاد إليه الهدوء …