بخصوص الكمال .

سأل إخ انبا مقار :

بخصوص الكمال .

فأجابه الشيخ :

إن لم يقتن الإنسان إتضاعا عظيما فى قلبه و تعبا فى جسده , و إذا لم يتطبع ( أى يصير من طبعه ) بعدم إعتباره لنفسه أنه شئ فى أى أمر , بل بالأحرى يضع نفسه بإتضاع تحت الخليقة كلها ,  و يعتاد على عدم إدانة أى إنسان إطلاقا سوى ذاته وحدها , و على تحمل العار ( أو معيرة الآخرين ) , و على طرح كل شر من قلبه , و أن يغصب نفسه على أن يكون صبورا , تقيا , عطوفا , عفيفا و قنوعا , لأنه مكتوب ” ملكوت السموات يغصب و الغاصبون يختطفونه ” مت 11 : 12 .

و أن لا ينظر بعينيه سوى الأمور المستقيمة , و أن يضع حراسة على لسانه , و أن يمنع أذنيه من سماع كل كلام بطال و مضر , و أن يضبط يديه فى الحق و يحفظ قلبه طاهرا أمام الله و جسده غير مدنس , و أن يجعل ذكر الموت أمام عينيه كل يوم ,  و ينبذ روح الغضب و أيضا الماديات و أقرباء الجسد و الملذات و الشيطان و كل أعماله , و أن يخضع بإستمرار لله العلى و لكل وصاياه , و أن يصلى بلا إنقطاع و فى كل وقت و كل موضع و كل أمر , و فى كل شئ يلتصق بالله.

إذا لم يراع الإنسان كل هذا لا يمكنه أن يكون كاملا .

Share

Permanent link to this article: https://stmina.info/%d8%a8%d8%ae%d8%b5%d9%88%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84/