سأل تلاميذ أنبا مقار:
ماذا يفعل الإنسان المخدوع من إبليس بطرق معينة و بإعلانات شيطانية شبه الحق ؟
فقال :
يحتاج الإنسان لأجل ذلك إلى إفراز كثير ليميز بين الخير و الشر , و لا يسلم نفسه لمثل هذه الأمور , فإن أفعال النعمة ظاهرة التى و إن تشكلت بها الخطية فلا تقدر على ذلك , لأن الشيطان يعرف أن يتشكل بهيئة ملاك نور ليخدع الإنسان , و لكنه لو تشكل بأشكال بهية فلا يمكنه أن يفعل أفعالا جيدة صالحة إلا إذا أصاب الإنسان – بواسطتها – بالكبرياء .
أما فعل النعمة فإنما هو فرح , سلام , وداعة , اشتياق إلى الخيرات السماوية , نياح روحانى فى الله , و أما فعل المضاد فهو يخالف كل ذلك , و هو يسبب تذللا لا مسرة فيه و لا ثبات و لا بغض للعالم و لا يسكن شهوة الملذات و لا يهدئ أوجاع النفس . فإذن يمكنك أن تعرف من الفعل و ما يسطع منه فى نفسك هل هو من الله أم من الشيطان .
و النفس لها إفراز من إحساسها العقلى تعرف به الفرق بين الصدق و الكذب , كما يميز الفم بين الخمر و الخل و إن كانا متشابهين فى اللون ,