قديسنا كان محب للوحدة والسكون فحاربه عدوالخير بالكبرياء والإعتزاز بالنفس لدرجة أنه اتكل على ذاته فسمح الرب بسقوطه ليعلم مقدار ضعفه ولكي تنصلح نفسه وبذلك يقدم لنا مثل من أعظم الأمثلة في التوبة.
حياته الأولى:
عاش هذا الراهب في القرن الرابع الميلادي، وانفرد متوحدًا في مغارته التي أقام بها 15 عامًا أ جهد نفسه بالأصوام والصلوات المستمرة، وكان محبًا للوحدة والسكون وقطع شوطًا طويلاً في حياه الفضيلة والجهاد حتى سمى إلى درجةٍ عاليةٍ وأنعم الله عليه بفضائله ومنحه موهبة إخراج الشياطين.
مواهب الله له:
ذات مرة جاء أحد الأشخاص إلى نتريا لكي يُشفى من مرضه، وعندما كان يمر بقلاية هذا القديس صرخ الشيطان وخرج منه، وعرف سكان البلدة بهذه القصة وللحال التف حوله كثيرون ممن بهم أمراض فكان يصلي عليهم ويشفيهم بقوة الله، وقد حباه الله إخراج الأرواح الشريرة.
الشياطين تحاربه:
حاول الشيطان أن يوقعه في الشر فاحتال عليه قوم من أتباع إبليس وأوعزوا إلى زانية فتزينت وذهبت إليه ودخلت عليه المغارة، ووثبت عليه وصارت تداعبه مستدرجة إياه إلى الخطية. فما كان من القديس إلا أن وعظها وذكّرها بنار جهنم والعقوبات الدهرية، تكلم معها بثبات ووقار حتى ندمت ورجعت عن طريقها وخرجت بدموعٍ وندمٍ واشتاقت إلى التوبة. فأرسلها القديس إلى أحد الكهنة لتعترف أمامه. كانت تردد الشكر الله الذي منَّ عليها بالرجوع عن طريق الموت إلى الحياة وذلك بصلاة القديس.
مرة أخرى ظهر له الشيطان بهيئة جسمية وقال له: ” يايعقوب قد ضجرت للغاية لأنك تخرجني من كل موضع لي فأقلقت راحتي ولم تتركني استريح ساعة واحدة “، فلما أبصره القديس عرفه وقال لوقته: ” ما هي قدرتك أنت حتى تقف أمام أولاد الله وتزعجهم ؟ ” والتفت إليه القديس ورفع عكازه الذي كان موسومًا بعلامة الصليب بقوة وضرب الشيطان على رأسه ثلاث ضربات منتهرًا آياه قائلاً:” الرب يسوع المسيح يبعدك عنا أيها الشرير الطاغي يا ابن الهلاك ” فخاف الشيطان العدو وهرب.
بعد أيام ليست كثيرة جاء الشيطان مرة ثانية وقال له: ” يا يعقوب قد ضربتني ثلاث ضربات ممكن أن تداوى ولكني سأضربك ثلاث ضربات