قال أخ للأب ثيئودور البرامي: ”أريد أن أتمّم الوصايا“. فأخبره الشيخ بأنّ الأب ثيئوناس كان قد قال له: ”أريد أن أملأ روحي بالله“. ثم أخذ بعض الدقيق إلى الخبّاز الذي صنع منه خبزًا فأعطاه للمساكين الذين طلبوا منه ذلك، ولما طلب منه آخرون أيضًا أعطاهم المقاطف، ثم أعطى لغيرهم العباءة التي كان يرتديها، ثم عاد إلى قلايته وهو متمنطق بشاله. ثم شغل نفسه بالعمل قائلاً في نفسه إنه حتى الآن لم يتمم وصايا الله. ثم قال: ”وإن استطعتَ أنت أيضًا أن تتصرف هكذا فعليك أيضًا أن تقول:إنني لم أستطع أن أتمّم وصايا الله. لأن إتمام الوصايا هو الاتضاع الذي فيه يستريح الله »في المسكين والمنسحق الروح» (إش66: 2). فالذي يتمم الاتضاع يتمم جميع الوصايا، والذي ليس له اتضاع فهو لم يتمم أية وصيةٍ أخرى، لأنه بدون الاتضاع لا تكون أية فضيلةٍ مقبولة عند المسيح“. فاتضع هذا الأخ وصنع ميطانية وانتفع وانصرف مسرورًا