عظة لأبينا القديس أنبا يوحنا فم الذهب
بركته المقدسة تكون معنا . آمين
+++++++++
ماذا نقول أيها الإخوة الأحباء عن معصية يهوذا الذى أسلم سيده ؟ قيل إن واحدا من الاثنى عشر , الذى هو يهوذا الإسخريوطى , مضى إلى رؤساء الكهنة و قال لهم : ماذا تريدون أن تعطونى و أنا أسلمه إليكم فساوموه على ثلاثين من الفضة .
يا لهذا الجهل العظيم . و بالأحرى يا لهذه المحبة العظيمة للفضة التى هى أصل لكل الشرور . لأن هذا لما اشتهاها باع معلمه الصالح و سيده البار . فطوح بنفسه فى هوة الهلاك . لأنه كم هو ردئ حب المال , فهو مجلبة لكل شر و أردأ من حيل الشياطين . فالنفوس التى يتسلط عليها يجعل أصحابها يجنون ولعا بها , فلا يعرفون ذواتهم بل و يتعامون عن معرفة الآخرين , و يرفضون ناموس الطبيعة , و يكون قلبهم فزعا حائرا .
انظروا كم من النعم نزعتها محبة الفضة من نفس يهوذا . لأن سيدنا يسوع المسيح كان يخاطبهم علانية , عن هول الجحيم و نعيم ملكوت السموات , و يعرف كل واحد مقدار عذاب الخطاة , و يكرم كل المجاهدين لخلاص نفوسهم .
فلنختم عظة أبينا القديس أنبا يوحنا فم الذهب, الذى أنار عقولنا و عيون قلوبنا . باسم الآب و الابن و الروح القدس , الاله الواحد . آمين