إخوتنا الأحباء الآباء المطارنة و الأساقفة
و أبناؤنا الأعزاء الكهنة والشمامسة و كل الشعب بأنحاء الكرازة المرقسية
لتكثر لكم جميعاً النعمة والبركة والسلام من الله أبينا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح . أشكر الهى الصالح رب المجد ، الذى دعانى واختار ضعفى لهذه الخدمة المقدسة، لا عن استحقاق، بل بمقتضى نعمته لرعاية شعبه المبارك ، ولخدمة غايتها مجده تعالى ، وإعداد الأفراد والشعوب لميراث الحياة الأبدية.
أيها الأحباء … أننى أشعر فى قرارة نفسى بثقل المسئولية التى وضعت على عاتقى ، وبالأمانة المقدسة التى ربطت فى عنقى ، وبالوزنات التى سلمت إلى من رب الكنيسة – تلك الوزنات التى على أن استثمرها لتزداد وتربح . ولكن أنا ما أنا ، بل هى نعمة الله التى ستعمل فينا وبنا . ولابد أن الذى دعانى سيعيننى على خدمة الكرازة الرسولية. وأمامى وعده المبارك ” أنا أسير قدامك والهضاب امهد . أكسر مصاريع النحاس، ومغاليق الحديد أقصف ” إنى كلى ثقة فى مراحم إلهنا الذى يقول لكنيسته “لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك ، بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة، وبإحسان أبدى أرحمك . قال وليك الرب” .
ما أحوج البشر إلى خدمة الروح فى عصر سادت فيه المادية والكفر والإلحاد والاتجاهات الفكرية المنحرفة . ما أحوج الناس إلى أن يروا المسيح فى حياتنا ويشتموا رائحته الزكية فينا . إن على الكنيسة واجباً خطيراً فى هذه الآونة التى يجتازها العالم اليوم . عليها أن تدعم الإيمان فى القلوب ، وتنشر الفضيلة ، وتدخل السلام والطمأنينة إلى كل نفس متعبة ، ليتوافر الاستقرار، وتكثر السعادة . لأن رسالة السيد المسيح هى توفير الحياة الفضلى للناس ” أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل”.
الحياة الطاهرة النقية الهادئة المطمئنة الفاعلة التى تكون المواطن الصالح المنتج ، والعضو العامل بالكنيسة ، الذى يعرف أن يكون أميناً دائماً لله وللوطن وللمجتمع الإنسانى العالمى ، متعاوناً مع الجميع بروح التعاون والإخاء والإيثار.
إننى معتمد على معونة الله ومحبتكم جميعاً التى أعتز بها مستلهماً روح الآباء القديسين والبابوات البطاركة السالفين خلفاء القديس مرقس الرسول ، الذين جاهدوا الجهاد الحسن وكملوا السعى وحفظوا الإيمان، وسلموا إلينا الوديعة المقدسة.
لكم أتمنى أن افتح لكم قلبى لتبصروا المحبة العميقة التى نحو الجميع ، وهى المحبة النابعة من قلب مخلصنا الذى أحبنا وافتدانا بدمه. فأطلب إلى الجميع أن يداوموا على رفع الصلوات من اجل سلامة الكنيسة ومن أجل ضعفى ، ومن أجل الخدام والعاملين . ” يا ذاكرى الرب لا تسكتوا ولا تدعوه يسكت حتى يثبت ، ويجعل (كنيسته) تسبيحه فى الأرض . “
وإذا كانت رسالتنا عظيمة وخطيرة بهذا المقدار ، فالأمر يتطلب تضافر القوى والجهود حتى نتمم جميعاً بفرح سعينا . إنى واثق أن اخوتنا المطارنة والأساقفة وأبناءنا المباركين الكهنة والشمامسة وأعضاء المجالس المالية العامة والفرعية ومختلف الهيئات والجمعيات العاملة ، وسائر الخدام فى كرم الرب ، سيعملون متضامنين معاً فى محبة وإخلاص وبذل وإنكار للذات، بقيادة ونعمة رئيس الرعاة الأعظم . ولنختف نحن لكى يظهر هو بمجده المبارك.
والرب اسأل أن يعطينا جميعاً الروح الواحد والقلب الواحد والفكر الواحد ، لنعمل برأى ومشورة واحدة هى مشورة الروح القدس الذى قاد الكنيسة فى كل تاريخها الطويل المجيد ، ولنا هدف مقدس واحد هو مجد الله وخدمة الحق والمثل العليا . ” وأنى لست احتسب لشىء ولا نفسى ثمينة عندى حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التى أخذتها من الرب يسوع. عالماً أن فرحى ومسرتى وإكليل افتخارى هو أنتم ” ، فمسرتى فى نجاحكم ، وابتهاجى فى ثبات إيمانكم وقوة رجائكم وازدياد محبتكم.