بيان يوم الإربعاء البصخة المقدسة

 صرف مخلصنا له المجد هذا اليوم فى بيت عنيا. فى تعليم تلاميذه وتطمينهم وانه لا يتخلى عنهم ولم يذكر الكتاب انه عمل شيئاً فى هذا اليوم ليشير على انه قصد الوحدة والانفزاد عن الناس. وتجنب الاجتماعات كما كان يستريح خروف الفصح قبل ذبحه فى اليوم المعد له. ترك السيد المسيح له المجد الهيكل عند مساء يوم الثلاثاء ورجع إلى بيت عنيا وفي نيته عدم العودة اليه البتة وذلك بعد أن قال لليهود (هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. لاني أقول لكم انكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب)(1)مع انه هو ربه الحقيقى. وقد. بين ذلك بسلطانه عليه قبل هذا بقوله لباعة الحمام (ارفعوا هذه من ههنا. لاتجعلوا بيت أبي بيت تجارة فتذكر تلاميذه انه مكتوب غيرة بيتك أكلتنى)(2)و قد أثبت ذلك ايضاً عند دخوله أورشليم علانية بالاحتفال العظيم(3)ولكن حيث أنه قد رفض من اليهود رفضاً باتاً وقاطعه الرؤساء فتركهم السيد المسيح له المجد وترك المكان الذى اختاره الرب يضع اسمه عليه الى الابد. وكأنه يقول ان البيت الذى كان لى وأنتم جعلتم العبادة فيه صورية ريائية ليس هو بيتى. فاتركه لكم خراباً وذلك وفقاً لما قاله الله تعالى قديماً لسليمان ان كنتم تنقلبون انتم او ابناؤكم من ورائي ولا تحفظون وصاياى فرائضى التى جعلتها أمامكم بل تذهبون وتعبدون آلهة أخرى وتسجدون لها فاني أقطع اسرائيل عن وجه الارض التى اعطيتهم إياها والبيت الذى قدسته لاسمى انفيه من أمامى. ويكون اسرائيل مثلا وهزأة في  جميع الشعوب. وهذا البيت يكون عبرة. كل من يمر عليه يتعجب ويصفر ويقولون لماذا عمل الرب هكذا لهذه الارض ولهذا البيت. فيقولون من أجل أنهم تركوا الرب الهم الذى أخرج أباءهم من أرض مصر وتمسكوا بآلهة أخرى وسجدوا لها وعبدوها لذلك جلب الرب عليهم كل هذا الشر(4) ففى هذا اليوم (الاربعاء) ذهب يهوذا الاسخريوطى أحد التلاميذ إلى رؤساء الكهنة وقال لهم ماذا تعطونى وأنا اسلمه لكم فوعدوه أن يعطوه ثلاثين من الفضة تعادل ثلثمائة وثلاثين قرشاً صاغاً فباع سيده بهذه القيمة الدنيئة الذى أحبه وانتخبه يكون له تلميذاً وصيره أميناً للصندوق وكان هذا لكي يتم ما قيل بالنبي القائل (ان حسن في أعينكم فأعطونى اجرتي والا فامتنعوا فوزنوا أجرتى ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب القها الى الفخارى الثمن الكريم الذى ثمنونى به. فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخارى فى بيت الرب)(5) وبعد ما اسلمه لهم رأى نفسه أنه قد دين فمضي تواً ورد لهم الفضة التى أخذها منهم ثمن سيده الكريم قائلا قد أخطأت اذ سلمت دماً بريئاً. فقالوا ماذا علينا أنت أبصر. فطرح الفضة في الهيكل وانصرف. ثم مضي وخنق نفسه. فأخذ روساء الكهنة الفضة وقالوا لايحل ان نلقيها فى الخزانة لانها ثمن دم.  فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سمى هذا الحقل حقل دم الى هذا اليوم(6)فتم على يهوذا ماقيل على لسان داود النبى لانه قد انفتح على فم الشرير وفم الغش. تكلموا معى بلسان كذب. بكلام بغض احاطوا بى وقاتلونى بلا سبب بدل محبتى يخاصموننى فاقم انت عليه سريراً وليقف شيطاناً عن يمينه. اذا حوكم فليخرج مذنباً و صلاته فتكن خطية. تكن أيامه قليلة وأسقفيته يأخذها آخر. ليكن بنوه أيتاماً وامرأته أرملة. ليتيه بنوه تيهانا ويستعطوا. ويلتمسوا خبزاً من خربهم. . . لتنقرض دريته فى الجيل القادم. ليمح اسمهم ليذكر اسم ابائه لدى الرب ولا تمح خطية أمه. . . فاحب اللعنة فاتته ولم يسر البركة فتباعدت عنه وليس اللعنة مثل الثوب ودخلت مثل الماء فى إمعائه وكزيت فى عظامه. . . هذه أجرة مبغضي من عند الرب وأجرة المتكلمين شراً على نفسى) (7)وذكر أيضاً فى أعمال الرسل (ايها الرجال الاخوة كان ينبغى ان يتم هذا المكتوب الذى سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذى صار دليلا للذك قبضوا كل يسوع. اذ كان معدودأ بيننا وصارله نصيب فى هذه الخدمة. فأن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فأنسكبت أحشاؤة كلها. وصارذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعى ذلك الحقل في لغتهم حقل دماً أى حقل دم. لانه مكتوب فى سفر المزامير لتصر داره خراباً ولا يكن فيها ساكن وليأخذ خدمته اخر)(8) يتبادر لذهن انه اذا كان لابد ان يسلم السيد المسيح لليهود ليصلب ان لم يكن بيهوذا كان بغيره والنصوص الالهية تشير الى كل ما يعمله يهوذا فما هو ذنبه وما هى خطيته ولماذا يهلك. الجواب : ان الله تعالى العالم بكل شئ قبل كونه سبق فأوحى عن أفواه عبيده الانبياء كل حياة الفادى على الارض. وذلك من بدء بشارة الملاك لليسدة العذراء الى اليوم الذى ارتفع فيه الي السماء. وأرسل الروح القدس على التلاميذ. فكل الذين عاملوا السيد المسيح بالخير أو بالشر. عملوا ذلك مخيرين لامسيرين. ولم يرغموا على فعل ما أتوه. فعلم الله تعالى لم يكن سبباً في تصرفات هؤلاء الناس فالانباء بيهوذا وبجميع ما يتعلق به فى كتب الانبياء فعله مخيراً مريداً ولم يرغم علي شئ منه. ولم يصنع فى نفسه أن يفعل ذلك إتماماً لنبوات الانبياء. لأنه ينبغى للانسان أن ينقل الصلاح ويتجنب الشر فالله لم يرد أن ينتقم من القاتل كون أنه قاتل. ولكن قال لقائين: الذي يقتلك ينتقم منه سبعة أضعاف. فكم يكون من سلم دماً بريئاً ومكرماً كما من حمل بلا عيب  حباً في ثلاثين من الفضة ابتغاه. للربح الدنيوى. فعقابه هو صادرعن العدل الالهي لتسليمه سيده البار.  وهكذا كثيرون كيهوذا يبيعون سيدهم المسيح بأقل مما باعه به يهوذا فانهم يسعون وراء الكسب العالى بأى طريق كان ويتحايلون بشتى الطرق حتى يصلوا إلى أغراضهم فتراهم يغشون ويكذبون ويتملقون ويعيشون بلا ضمير خداعين. مغررين بالنفوس البريئة. وقانا الله وحمانا من ذلك وجعلنا أمناء إلى الموت آمين

 

1 مت 23 : 38 و 39

2 يو 2 : 16 و 17

3 مت 21 : 1- 17

4 1 مل 9 : 6-9

5 زك 11 : 12 و13

6 مت 27 : 3-8

7 مز 109 : 2-20

8 اع 1 : 16 -20