القديس برنابا

 

كان يهودياً من سبط لاوى. ويبدو أن أسرته إستقرت فى قبرص، لكن كان له أقرباء فى أورشليم منهم أسرة مار مرقس الذى دعاه بولس ابن أخت برنابا (كو 4: 10) … وتعتقد كنيستنا بناء عن تقليد قديم أن برنابا أحد السبعين رسولاً (50) … وقد دعى فى سفر الأعمال رسولاً. ودعاه بولس رسولاً بين الرسل نظيره، ووضعه كوضع بولس تماماً، فقد أعطتهما الكنيسة الأولى يمين الشركة (51) … كان اسمه يوسف ودعاه الرسل برنابا (52) (أع 36:4).

يقدمه لنا القديس لوقا فى صورة مشرقة فى سفر الأعمال كواحد ممَنْ باعوا ممتلكاتهم من أجل صالح الجماعة (أع 4: 36، 37) ومرة ثانية يقول عنه إنه ” كان رجلاً صالحاً ممتلئاً من الروح القدس والإيمان ” (أع 11: 24)…

وبحكم كونه تلميذاً من التلاميذ القدامى وأحد السبعين رسولاً، كانت له مكانة خاصة فى كنيسة أورشليم فهو الذى أوفدته كنيسة الرسل بأورشليم إلى أنطاكية حالما ترامى إلى سمعها أن الأمميين فيها قبلوا كلمة الله (أع 11: 22)… وهو الذى قدم بولس إلى الرسل والكنيسة فى أورشليم وأدخل الطمأئينة إلى نفوسهم بعد أن كانوا متوجسين مخاوفاً منه.

خدم برنابا فى أنطاكية، ولما وجد الحقل متسعاُ ويحتاج إلى آخرين معه، ذهب إلى طرسوس وأحضر شاول، حيث خدما معاً لمدة سنة كاملة فى أنطاكية (أع 11: 22- 26)… وفى أثناء هذه السنة صعدا معاً إلى أورشليم حاملين معهما تقدمات مؤمنى أنطاكية إلى إخوتهم فقراء اليهودية … وفى عودتهما إلى أنطاكية أخذا معهما مرقس (أع 25:12).

وبناء عن إرشاد الروح القدس رافق بولس فى رحلته التبشيرية الأولى إلى قبرص موطن أسرته … ولا شك أن إختيار قبرص كمكان للكرازة، وإختيار مرقس ليصحبهما يرجع السبب فيه إلى برنابا… ثم عادا ثانية إلى أنطاكية وبعد ذلك حضرا مجمع أورشليم موفدين من قبل الكنيسة فى أنطاكية للنظر فى موض و ع تهود الأمم.. وبعد انتهاء المجمع حملا قراراته.

لكن برنابا افترق عن بولس فى رحلته التبشيرية الثانية ،لأنه أصر أن يأخذ معه مرقس، الأمر الذى لم يستحسنه بولس، فحل سيلا محل برنابا كرفيق لبولس (أع 15: 36- 40) … ثم أبحر إلى قبرص ومعه مرقس وبعد ذلك لا يعود سفر الأعمال يذكر شيئاً عن برنابا. كل ما نعلمه أنه حتى سنة 57- وهو تاريخ كتابة الرسالة الأولى إلى كورنثوس – كان مايزال فى ميدان الكرازة والخدمة .. ومما لا شك فيه أن برنابا كان شخصية هامة ومعروفة فى صدر المسيحية، فقد أشار إليه القديس بولس فى رسائله إلى أهل كورنثوس وإلى أهل كولوسى، كشخصية معروفة لديهم، أو بعبارة أخرى معروفة فى بلاد اليونان وآسيا (53) .

لا نعلم شيئاً عن جهود برنابا الكرازية بعد إفتراقه عن بولس، وتكاد التقاليد تجمع أنه إستشهد فى سلامينا بقبرص. وليس ما يمنع من قبول هذا الرأى حيث أن برنابا كان متعلقاً بالخدمة فيها. قيل إن اليهود قاموا عليه ورجموه ثم أحرقوه، لكن جسده لم يحترق، فدفنوه فى قبر سنة 61، وقيل إنه كشف فيما بعد عن جسده بموجب رؤيا أعلنت لأسقف المكان فى القرن الخامس.

وهناك رسالة مشهورة تحمل اسم برنابا، يقرر العلماء أنها كتبت فى أواخر القرن الأول، ولقيت شهرة كبيرة فى أجيال المسيحية الأولى، وشهد لها بعض آباء وعلماء الكنيسة، لكن البعض الآخر أنكر صحة نسبتها إلى هذا الرسول (54) .

 

(50) سنكسار الكنيسة. القبطية تحت يوم 21 كيهك، الدرر النفيسة فى مختصر تاريخ الكنيسة جـ1 ص77 Eusebius ,H.E,1.12:1;Harnack the mission ,pp.52.53 .

(51) أع 514،4:14 كو 6،5:9؛ غل 9:2- Smith,Dictionary of the bible , vol 1 .p 358 .

(52) برنابا تفسيره فى بعض الترجمات ابن الوعظ، وفى ترجمات أخرى ابن العزاء كما فى السريانية واللاتينية القديمة. والمعنى الحرفى لبرنابا ابن النبوة، وربما دعى ابن الوعظ لأن الوعظ كان من أعمال أنبياء العهد الجديد (أع 15: 32) انظر: Smith,Dictionary of the bible , vol 1 .part 1. p.357 .

(53) انظر: 1 كو 9: 6؛ كو 4: 10

(5 4) انظر ماكتبناه عن هذه الرسالة فى الباب السادس

Share

Permanent link to this article: http://stmina.info/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d8%a8%d8%a7/