الإستشهاد في المسيحية

المتنيح الأنبا يؤانس

صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 1969م. وقد كتب مقدمة الكتاب نيافة الأنبا شنوده أسقف التعليم الديني والتربية الكنسية. ورغم ان هذا الكتاب يعالج موضوعاً تاريخياً بالدرجة الأولى إلا إنه مزيج من العلم والروح.

فهو يقدم صورة مشرقة للمسيحية كديانة ظهرت على مسرح الحياة، ديانة لايعتد بها ولايؤبه لأتباعها. لكنها سرعان ماشدت أنظار العالم إليها، بتزايد أتباعها وسمو فضيلتهم. وحالما أستشعرت الدولة الوثنية بالخطر يتهددها، دخلت معها في حرب ضروس بقصد إبادتها.

كان يمكن أن تصبح المسيحية شيئاً أخر غير مانراه لولا أولئك الذين ثبتوا حتى الموت وقدموا حياتهم ثمناً لحبهم لمسيحهم … الذى بذل دمه في أورشليم عن حياة العالم، والخليقة كلها… وإذ آمن الشهداء بهذا. خضبوا بدمائهم أرض المسكونة كلها، تعبيراً عن حبهم ووفائهم.

أن عمل الشهداء- على مستوى الواقع- مازال ماثلاً أمامنا بسيرهم الحية والصلوات التي يرفعونها عنا، والتي لأجلها نحن نطلب شفاعتهم.

ليس هذا الكتاب سجلاً للشهداء لكنه محاولة متواضعة لإظهار فلسفتهم وإبراز بعض جوانب من فضيلتهم وجهادهم من أجل الإله الذي آمنوا به عن حب فصار لهم كل شيء في حياتهم رغم إضطهاد اليهود لهم وكذلك روما الوثنية، كما يعالج الكتاب دوافع إستشهاد هؤلاء الشهداء الأبطال التي كانت تتعدد أنواع عذاباتهم المروعة التي احتملوها، وأعدادهم الضخمة من كل الشعوب والأجناس والطبقات والأعمار من الجنسين، والمعجزات التي صاحبت عذابهم واستشهادهم، وهؤلاء الشهداء والمعترفون لم يكونوا وحدهم بل كانت وراءهم كنيسة ساهرة تقوم برعايتهم وحثهم على الأستشهاد ولذا فقد ظهرت طبقة من المسيحيين عُرفوا باسم المدافعين او المحتجين عن الأيمان بالإضافة إلى المكانة الخاصة التي أعطتها الكنيسة للشهداء في صلواتها وتقديس ذخائرهم.

والكتاب يمتاز بطابعه العلمي الأصيل وكثرة مراجعه ودقة بحثة وتحري الحقيقة خالصة، ويتميز أيضاً بحسن الترتيب والتنسيق والشمول فيغنيك عن قراءة كتب عديدة في موضوع الأستشهاد. إنه بحق مرجع علمي للمكتبة القبطية.

 

 

 

 

 

Share

Permanent link to this article: http://stmina.info/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a9/