سأل إخوة شيخا :
لماذا لما طلب بعض الآباء من الله أن يعرفهم بمن يشبههم من القديسين كان يقودهم إلى قوم بسطاء فى العالم كما قاد أنبا أنطونيوس إلى ذلك الإسكافى و أنبا مقاريوس إلى تلك المرأتين و أنبا ببنودة إلى ذاك اللص صاحب المزمار … و غيرهم ؟
فأجاب الشيخ :
إذا وصل الصديقون الكاملون إلى علو التدبير الممجد يمتلئ قلبهم نورا و فرحا بالله , و إذ تكون لهم دالة عنده ـ كدالة يوحنا الرسول التى جعلته يسأل الرب على مائدة العشاء الربانى عمن سيسلمه ـ كانوا يطلبون أن يكشف لهم إلى إية درجة وصلوا و بمن من القديسين تشبهوا ليكون لهم بذلك عزاء و يزدادوا حرارة فى حب الله . و الرب بحكمته و صلاحه لا يعطيهم طلبتهم إذ ليس لهم فيها ربح , بل كان يقودهم إلى قوم بسطاء فى العالم ذوى صلاح و اتضاع , و لم يكن بقاؤهم فى العالم بهواهم بل بحكم العادة أو مغصوبين أو عن ضرورة , و ذلك لثلاثة أسباب :
الأول : لكى يتضعوا و لا يتكبروا , و الثانى : لخلاص الذين قادهم إليهم , و الثالث : لكى يُعرف حينئذ لأنهم كاملون إذا اتفق مع برهم محقرة و اتضاع و ندم مثل الخطاة .