سأل إخوة شيخا :
قال أنبا أنطونيوس إن الاتضاع هو أن لا يجازى الإنسان الشر بالشر , و إن كان لم يصل إلى هذه الدرجة فليحفظ السكوت و الهدوء , فكيف من الهدوء يصل الإنسان إلى هذه الدرجة ؟
فأجاب الشيخ :
عندما ينظر الإنسان فى الهدوء إلى المسيح مصلوبا ممن قد أحسن إليهم و يرى نفسه مصلوبا معه ممن أحسن هو إليهم فهو يسأل الصفح عنهم , فقد تشبه به الشهيد اسطفانوس فى ذلك , فصار المسيح مثالا لنا فى الصبر . و كما علمنا القديس بولس الرسول فلننظر يا إخوة إلى صليب ربنا لنرى كم صبر من أجل الخطاة . و لا تملوا و لا تنحل نفوسكم من الصبر و الضيق و الشتيمة و الموت من أجل حبه , و اطلبوا بالصلاة الغفران لمن يضايقكم كما طلب ربنا عن صالبيه , و كما طلب اسطفانوس عن راجميه , فما دام الأخ يقتدى به فى ذلك مع العمل بجميع الوصايا فهو يتضع و يقوى على كل الأوجاع , ليس بالصبر على الشتم بغير مجازاة فحسب , بل يفرح بذلك كثيرا و يكمل كل الفضائل .