ميمر لمار إشعياء إلاسقيطي
عمل خلاص المسيح :
لهذا فلنعمل بكل قوتنا ؛ وبالدموع ؛ ولنجاهد قليلاً قليلاً حتى نبطل سيرة الإنسان العتيق ؛ ونتحفظ لأنفسنا من كل أفعال الهلاك فتنسكب فينا محبته ؛ وتُنتزع منا صورة الترابي ؛ وتثبت في قلوبنا صورته المقدسة ؛ لكي نصبح أهلاً له ؛ أنقياء من كل دنس كقول الرسول :
” وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي ” .
فالرسول يعرف أنه ليس إنسان بلا خطية منذ سقوطه ؛ وأن التوبة تستطيع أن ترد الإنسان إلى جدة الحياة بلا خطية ؛ من أجل هذا يحثنا أن نترك سلوك من يخالف الوصية لكي نمارس سيرة ربنا يسوع المسيح ؛ أي الوصايا المقدسة وصايا ذاك الذي صنع معنا رحمة وأحتمل عبودية الإنسان لكي يرده إلى الفردوس الخفي ؛ ومنحه جميع فضائله المقدسة ؛ وأعطاه أن يأكل من شجرة الحياة ؛ أي من الطهارة التي إستعلنت فيه .
ذلك الذي أسكت الشاروبيم والسيف المتوهج الذي كان يدور لحراسة طريق شجرة الحياة ؛ التي هي معرفة أقواله المقدسة .
والذي يضع السلام في عقول المؤمنين ويحفظهم على الدوام ؛ ويستر آذانَهم عن كل كلام الحية الشرير ؛ ويذكرهم بحالتهم السابقة في العبودية المرة كيلا يعودوا إليها ؛ ويجعلهم يقدمون الشكر بغير انقطاع لمن اشتراهم بدمه ؛ ومحا فوق الصليب صك عبوديتهم .
الذي أتخذهم له إخوة وأحباء ؛ وسكب عليهم روحه بالنعمة ؛ وطمأن قلوبَهم قائلاً : ” إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ” .
وأيضاً : ” أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا ؛ لأني أحببتهم كما أحببتني ” .
وهو يظهر لنا أيضاً أنه لا يتكلم عن الجميع بل يقصد أولئك الذين تركوا عنهم مشيئتهم وأتبعوا مشيئته المقدسة ؛ وقطعوا من أنفسهم كل شركة مع هذا العالم ؛ كقوله : ” قد اخترتَهم من العالم ؛ لذلك يبغضهم العالم لأنَهم ليسوا بعد من العالم ” .
وهكذا ترى أن الذين تركوا أمور هذا العالم هم الذين وجدوا مستحقين أن يصيروا له عرائس ؛ ويثبتوا في الاتحاد به ؛ كقول الرسول :
” من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ؛ ويكون الاثنان جسداً واحداً وهذا سر عظيم ؛ أقول ذلك من نحو المسيح والكنيسة ” .
ويقول أيضاً : ” إن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح يسوع بالإنجيل ” .
فأنت ترى أن الذين وجدوا أهلاً له يصيروا فقط جسداً واحداً معه ؛ بل ويسكن فيهم روحه أيضاً ؛ وهو الذي يعينهم ويهتم بِهم كما هو مكتوب : ” لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم ” .
كما يقول الرسول أيضاً : ” .. .. فأعلن اللـه لنا نحن بروحه ؛ لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق اللـه ” . ويقول أيضاً : ” أما نحن فلنا فكر المسيح ” . فكيف يمكن لفكر المسيح أن يتصور أية خطية ؟