سأل الإخوة أنبا أنطونيوس :
قبل أن ينتقل من العالم بقليل عن ما سيحدث فى نهاية العالم .
فقال لهم القديس : لقد سبق أن تنبأ الأنبياء , و المسيح قال بفمه , ثم تكلم الرسل عن نهاية الأيام , و أنا من أكون حتى أتكلم ؟
فقال له الإخوة : و أنت أيضا نبى و رسول و أب لهذا الزمان , فإصنع معنا محبة و أرشدنا .
فقال لهم :
أنتم ترون أن الله أباد العالم الأول بسبب الزنى و القساوة التى كانوا عليها , هكذا أيضا حدث لسدوم و عمورة أنهما بسبب الزنى و الوحشية أبادهما الله فى ذلك الوقت ( تك 19 : 24 ) , هكذا فإن نهاية العالم ستتم بناء على هذه الأمور :إذا تضاعفت القساوة بين البشر , و إذا تضاعف الزنى بين الرهبان ( و هذه هى نهاية النهاية ) , و إذا رأيتم الرهبان الشيوخ يتركون البرية و الأديرة منتحلين أى عذر للذهاب إلى المدن و القرى , مزيفين النسك و ساكنين فى منازل العلمانيين مع نسائهم , و أذا رأيتم الرهبان الأحداث فى أديرة العذارى و قلاليهم متلاصقة و نوافذهم من السهل الوصول إليها , و أيضا أهل البرية يحبون الأكل و الشرب أكثر من تعب الزهد و ضبط النفس , و إذا رأيتم الرهبان يتاجرون فيشترون و يبيعون مثل العلمانيين , فهذه هى تمام النهاية , و عندئذ فلن يكون للعالم موضع للراحة , بل فقط حزن و بؤس إلى انقضاء هذا الجيل .